Arabic symbol

 

                          

أهلا بكم من نحن فلاسفة أبحاث فلسفية الخطاب الفلسفي أخبار الفلسفة خدمات الفلسفة

فلاسفة العرب

                               

 

 

            

 

النظريات الفلسفية للوعي - منظور غربي

 يوريا كرايجل

 

English

 

 

 
بحث مخصص

 

 

 

 

 

مقدمة البحث

مقدمة: مفهوم الوعي

هذا الفصل سوف يقدم مسحا للمقاربات الحالية للوعي في الفلسفة التحليلية الأنجلو-أمريكية. سوف يركز الفصل على خمس مقاربات، سوف أشير إليها بالغموضية (mysterianism)، الثنائية (dualism)، التمثيلية (representationalism)، نظرية المراقبة على المستوى الأعلى (higher-order monitoring theory)، ونظرية التمثيل الذاتي (self-representation theory). مع كل مقاربة سوف أقدم على الترتيب 1) الصياغة الرائدة للوعي مع خطوطها العامة، 2) الدفاع عن هذه المقاربة، و 3) الاعتراضات عليها.

لن أصدر حكما نهائيا على أي مقاربة منها، على الرغم من أنه مع نهاية الفصل يجب أن يكون واضحا أين تقع وجهة نظري.

قبل البدء، دعنا نضع بعض التمييزات التي يمكن أن تساعدنا على أن تكون أفكارنا واضحة في المناقشات التي ستلي. المصطلح "الوعي" (consciousness) يطبق بمعان مختلفة لأنواع مختلفة من الأشياء. يطبق، بمعنى معين، للأنواع الحيوانية، كما هو الحال عندما نقول بأن "الغوريللات واعية بينما القواقع ليست كذلك:؛ في معنى آخر، بالنسبة للمخلوقات الحية الفردية، كما عندما نقول "جيم واعي، ولكن جيل في غيبوبة"؛ وبمعنى ثالث، بالنسبة لحالات، أحداث، وعمليات عقلية معينة، كما عندما نقول "أفكاري عن فيينا واعية، ولكن اعتقادات جيم بأن هناك طيور في الصين ليست كذلك". لكي نميز هذه المعاني المختلفة، يمكن لنا أن نسمي الأول، "وعي الأنواع الحيوانية"، والثاني، "وعي المخلوقات الحية،" والثالث، "وعي الحالة العقلية"..

يبدو أن هناك روابط تصورية معينة بين هذه المعاني الثلاثة، بحيث يمكن تحليل أي منها من خلال الآخر. بشكل مقبول، وعي الأنواع الحيوانية يمكن تحليله على أساس وعي المخلوقات الحية: نوع حيواني س هو واع كنوع فقط في حالة ما إذا كانت عينة ممثلة من س تمتلك وعيا كمخلوق حي. ووعي المخلوقات، بدوره، يمكن تحليله على أساس حالات الوعي: مخلوق ص هو واع كمخلوق فقط في حالة ما إذا كان ص يمتلك (أو قادرا على أن يمتلك) حالات عقلية تمثل حالات واعية. وإذا كان ذلك، فإن وعي الحالة العقلية هو الفكرة الأكثر أساسية في الثلاثة.

 وعي الحالة العقلية هو ذاته غامض ما بين عدة معاني. إذا كان جيم يؤمن بصمت بأن هناك طيور في الصين، ولكن بدون أن يشعر أبدا بشكل واع بهذا الاعتقاد، في حين أن جيل تتأمل عادة بوعي حقيقة وجود طيور في الصين، ولكنها لا تفعل ذلك الآن، فهناك معنى "للوعي" يمكن فيه لنا القول بأن اعتقاد جيم غير واع في حين أن اعتقاد جيل واع. دعنا نسمي هذا الوعي المتاح (availability consciousness)  

في المقابل، هناك معنى "للوعي" تكون فيه الحالة العقلية واعية عندما، وفقط عندما، يكون هناك شيئا ما مثله (something it is like) بالنسبة للموضوع – من الداخل – يمكن امتلاكه. هكذا، عندما أتذوق ملعقة عسل،  يكون هناك بشكل خاص جدا – حلو، ناعم، عسلي إذا شئت – شيئا ما بالنسبة لي حتى أحصل على هذه الخبرة الواعية الذوقية المحددة. دعنا نسمي هذا الوعي الظاهري (phenomenal consciousness).

بعض النظريات الرائدة في الوعي – مثل بارز (Baars) (1988، 1997) "نظرية مكان العمل الكوني" (global workspace theory)، وكريك وكوش (Crick and Koch) (1990، 2003) "نظرية الحيوية العصبونية" (neurobiological theory) المؤسسة على التزامن (synchrony) – تلقي الكثير من الضوء على الوعي المتاح والأفكار القريبة لها. ولكن هناك إحساس ملح أنها لا تفعل الكثير لتفسير الوعي الظاهري. وأكثر من ذلك، هناك شعور واسع بأن هناك شيء أساسي بخصوص الطريقة التي تفشل فيها في أن تفعل ذلك. أحد الطرق لإظهار هذا الشعور هو من خلال مفاهيم فلسفية مثل الهوة التفسيرية (explanatory gap) (ليفين 1983) أو المشكلة الصعبة (تشالمرز 1995). طبقا لتشالمرز، على سبيل المثل، مشكلة تفسير الوظائف المعرفية المتعددة للوعي هي "مشكلات سهلة" للوعي، "المشكلة الصعبة" هي تلك الخاصة بإدراك لماذا يجب أن يكون هناك شيئا ما مثله لتنفيذ هذه الوظائف.  المعنى هو أن هناك حاجة إلى تبصرات لمنظومة مختلفة اختلافا تاما حتى يمكن تكوين نظريات علمية للوعي، وحقيقة للعلم نفسه، بالنسبة لكل ما يخص فهمنا للوعي الظاهري. هناك حاجة لنوع ما من الاختراق، الذي يمكننا من تصور مشكلة الوعي بشكل جديد. وهنا حيث تظهر في الصورة النظريات الفلسفية للوعي.



 

 

Philosophical Theories of Consciousness, Contemporary Western Perspectives, Uriah Kriegel, in Cambridge Handbook of Consciousness (edited by M. Moscovitch, E. Thomspon, and P.D. Zelato).2006,  Cambridge and New York: Cambridge UP, P 35- 66